القرآن الكريم :
]( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )( سورة النحل - الآية 66 )[/align]
يقول صاحب التفسير الميسر : ( وإن لكم -أيها الناس- في الأنعام -وهي الإبل والبقر والغنم- لَعظة, فقد شاهدتم أننا نسقيكم من ضروعها لبنًا خارجًا من بين فَرْث -وهو ما في الكَرِش- وبين دم خالصًا من كل الشوائب, لذيذًا لا يَغَصُّ به مَن شَرِبَه ) 0
السنة النبوية المطهرة :
1)- عن مليكة بنت عمرو - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله :
[]( ألبان البقر شفاء ، وسمنها دواء ، ولحومها داء
[]( السلسلة الصحيحة 1533 ]
قال المناوي : ( " ألبان البقر شفاء " من الأمراض السوداوية والغم والوسواس ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البطن باعتدال وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من كل سم ولدغ حية وعقرب وتفصيله في الطب " وسمنها دواء " إذ هو ترياق السموم المشروبة كما في الموجز وغيره " ولحومها داء " مضرة بالبدن جالبة للسوداء قال في الإرشاد عسير الهضم يولد أخلاطا غليظة وأمراضا سوداوية كسرطان وجرب وقوبا وجذام وداء الفيل وحمى الربع ويغلظ الطحال ) ( فيض القدير - 2 / 155 ) 0
2)- عن طارق بن شهاب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر )السلسلة الصحيحة - 4 / 208
قال المناوي : ( " إن الله تعالى " أي ينزل " داء إلا وضع له شفاء " فإنه لا شيء من المخلوقات إلا وله ضد فكل داء له ضد من الدواء يعالج به قال القرطبي - رحمه الله - : هذه الكلمة صادقة العموم لأنها خبر عن الصادق البشير عن الخالق القدير : " أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " فالداء والدواء خلقه والشفاء والهلاك فعله وربط الأسباب بالمسببات حكمته وحكمه فكل ذلك بقدر لا معدل عنه " فعليكم بألبان البقر " أي الزموا تناولها " فإنها ترم من كل الشجر " أي تجمع منه وتأكله وفي الأشجار كغيرها من النبات منافع لا تحصى منها ما علمه الأطباء ومنها ما استأثر الله بعلمه ، واللبن يتولد منها ففيه بعض تلك المنافع فربما صادف الداء الدواء والمستعمل لا يشعر ) ( فيض القدير - 2 / 256 ) 0
3)- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله : :
إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، إلا الهرم ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل شجر
[السلسلة الصحيحة 518
قال المناوي : ( " إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم " أي الكبر فإنه لا دواء له البتة ، قال ابن حجر - رحمه الله - : استثني في الحديث الآتي الموت وهنا الهرم فكأنه جعله شبيها بالموت والجامع بينهما نقص الصحة أو القربة إلى الموت وافضائه إليه ويحتمل أنه استثناء منقطع والتقدير لكن الهرم لا دواء له " فعليكم بألبان البقر " أي الزموها " فإنها ترم من كل الشجر " أي تجمع منه وتأكله وفي الأشجار كغيرها من النبات منافع لا تحصى منها ما علمه الأطباء ومنها ما استأثر الله بعلمه ، واللبن يتولد منها ففيه بعض تلك المنافع فربما صادف الداء الدواء والمستعمل لا يشعر ، قد تضمن هذا الخبر وما قبله وبعده إثبات الأسباب والمسببات وصحة علم الطب وجواز التطبب بل ندبه والرد على من أنكره من غلاة الصوفية قال الحكماء والطبيب معذور إذا لم يدفع المقدور ) ( فيض القدير - 2 / 256 ) 0
4)- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا بألبان البقر ، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء فإنها تأكل من كل شجر]
]( السلسلة الصحيحة 2 / 46
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( واللبن محمود يولد دما جيدا ، ويرطب البدن اليابس ، ويغذوا غذاء حسنا ، وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية ، وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط العفنة ، وشربه مع السكر يحسن اللون جدا ، والحليب يتدارك ضرر الجماع ، ويوافق الصدر والرئة ، جيد لأصحاب السل ، رديء للرأس والمعدة ، والكبد والطحال ، والإكثار منه مضر بالأسنان واللثة ، ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء ، وفي الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ، ثم دعا بماء فتمضمض وقال : " إن له دسما " 0
وهو رديء للمحمومين ، وأصحاب الصداع ، ومؤذ للدماغ ، والرأس الضعيف ، والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء ، ووجع المفاصل ، وسدة الكبد ، والنفخ في المعدة والأحشاء ، وإصلاحه بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه ، وهذا كله لمن لم يعتده ) ( الطب النبوي - ص 385 - 386 ) 0
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( لبن البقر : يغذو البدن ، ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، وهو أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلط والدسم ) ( الطب في القرآن والسنة بين تشخيص الداء ومعرفة الدواء - 67 ) 0
وإن لم تقدري على ذلك فيمكنكم استبداله بالماء المقروء عليه 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
منقول عن موقع الشيخ/ أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0