نقول و بالله التوفيق : أولا هذه كلمة عربية ، لا بد و أن يكون لها مكان في القواميس و المعاجم ، جاء في المنجد و هو من أشهر المعاجم المتداولة بين الناس عامتهم و خاصتهم أن الأخدعين هما عرقين في صفحتي العنق قد خفيا و بطنا .
و في لسان العرب الجزء 8 الصفحة 66 : الأخدعان : عرقان خفيان في موضع الحجامة من العنق .
و جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود : " قال أهل اللغة : الأخدعان : عرقان جانبي العنق يحجم منه ، و الكاهل : ما بين الكتفين و هو مقدم الظهر "
و قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة الجزء 2 الصفحة 577 : الأخدعان : عرقان في جانبي العنق .
و قال الزجاج : الأخدعان عرقان في العنق
و جاء في كتاب الحجامة مفتاح العلاج في الكب البديل : الأخدعان جانبا العنق
و أختم الأدلة على المكان الصحيح للأخدعين بما كتبه عميد طب الأعشاب و عميد المعهد العربي للطب النبوي و علوم الأعشاب أبو الفداء محمد عزت محمد عارف في كتابه أسرار العلاج بالحجامة و الفصد : الأخدعان عرقان خلف العنق من يمينه و شماله.
أعتقد أن هذه أدلة قوية و واضحة و جلية في تحديد منطقة الأخدعين التي كان يحتجم عليها رسول الله عليه الصلاة و السلام ، و من باب الأمانة أريد أن أشير إلى أن هذين العرقين المارين جانبي العنق فإنهما متصلين بأسفل الرأس من اليمين و اليسار ، فسواء أن المرء احتجم عليهما من جهة رأسه أو من جهة عنقه فلا حرج عليه ، إلا أنه في العديد من الحالات يفضل إجراؤها من جهة العنق خصوصا بالنسبة للنساء ، فعوض أن تحلق المرأة جزءا من رأسها ( و الجميع يعلم مدى أهمية الشعر بالنسبة للمرأة ) إذا كانت تعاني من الشقيقة أو من أي مرض يستلزم الحجامة على الأخدعين فإنها تحتجم على عنقها ، و أيضا من الرجال من لا يرغب في حلق شعر رأسه لظروف خاصة به ، فعوض حلق بعض الرأس و ترك الآخر و هو ما سمى بالقزع ( و هو منهي عنه شرعا إلا لضرورة) فإنه يلجأ إلى الحجامة من جهة العنق .
منقول عن ابو سراقة البحريني